الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

Mahmoud AL-Jaradat

لهذه الأسباب السبعة على كل طالب أن “يقرأ”


في الماضي كانت القراءة شيئًا أساسيًا في الحياة اليومية للصغار والكبار، ولكن بعد ظهور التكنولوجيا أصبح من النادر مداومة شخص على القراءة خاصةً في مُجتمعاتنا العربية، فلقد حلّت الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية محلّ الكُتب لكثير من الناس خاصةً الأجيال الجديدة، والتي نشأت في ظل اندماج وارتباط عاداتنا اليومية بالتكنولوجيا بشكل كبير.
وإذا تحدثنا عن الطُلاب بشكل خاصّ، فبالرغم من المزايا التي تعود عليهم من استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، فلابد أن يأخذوا حذرهم من ألّا تُصبح هذه الوسائل سببًا في بُعدهم عن عادة القراءة، ففوائد القراءة لا تُقدر بثمن ليس فقط على المستوى العلمي أو الأكاديمي، بل تمتد آثارها للمستوى الشخصي.
ونذكر لكم في هذا المقال بعض أسباب أهمية القراءة للطُلاب …

تطوير شخصية الطالب

من المؤكد أنّ الطالب الذي يقرأ باستمرار يتميز بشكل واضح وسط زملائه، فالقراءة لا تُنمي فقط الجانب العقلي و الذهني والمعرفي للشخص بل تُنمي أيضًا شخصية الفرد، فعندما يقرأ الطالب كثيرًا يُثير عقله الكثير من الأسئلة، فيبدأ بالبحث عن إجابات لها، وبالتالي تزداد معرفته وعلمه، ونتيجةً لكل ذلك يُصبح هذا الشخص قادرًا على المُناقشة والتحليل، وهو ما يطور شخصيته في حياته العلمية والعملية.

نضوج الطالب الفكري

القراءة أحد العادات التي تُساعد على نُضِج الطالب، فكُلما قرأ كُلما تميز تفكيره بالنضوج والحكمة، ويكون قادرًا على تحليل الأمور وفهمها من زوايا مُختلفة، كما أنّ النشاطات التي تتطلب التفكير كالقراءة تُساعد في تحسّن مستواه.

زيادة الحصيلة اللغوية

بالطبع قراءة الكُتب تمنحك الفرصة للتعرّف على معاني جديدة ومُفردات جديدة، وبالأخص إذا كنت تقرأ كتاب بلغة أخرى تختلف عن لغُتك. فعلى سبيل المثال، يسعى كثير من الطلاب لدراسة اللغة الإنجليزية لزيادة فرصهم في التقديم والقبول بالجامعات الأجنبية، فيبحثون دائمًا عن شتى الطرق ليختاروا الأفضل لتعلُّم هذه اللغة، ومما لا شك فيه أنّ التجربة أثبتت أنّ القراءة بالرغم من استغراقها لبعض الوقت لكنها تُعتبر أحد العوامل الفعّالة المؤثرة في التمكّن من اللغة، فإذا كان الطالب يقرأ باستمرار كتب باللغة الإنجليزية، سيجد تأثيرًا واضحًا على مستوى كتابته وكذلك مستواه في مهارة التحدّث باللغة الإنجليزية، ولأنّه يتعرّض للكثير من الكلمات أثناء القراءة، فيقوي ذلك قُدرته على الاستهجاء الصحيح للكلمات، ويقوي معرفته بالقواعد النحوية المُختلفة، ولا ينطبق ذلك على اللغات الأجنبية، بل ينطبق أيضًا وبشكل أكثر احترافًا على القراءة باللغة الأُم.

الحصول على معلومات جديدة

إنّ الكُتب تحمل بين طياتها كثير من المعلومات التي تُزود معرفة الطالب وعلمه، وهو ما يجعله قادرًا على التميّز في عالم أصبح أكثر تنافسية سواءً في المجال الأكاديمي في دراسته، أو المجال العملي بعد التخرّج، ففي المجال الأكاديمي لابد أن يفتح الطالب ذهنه للاستعانة بموارد علمية ومعلوماتية لا تنحصر فقط في المواد التعليمية المطروحة، وكُلما فعل ذلك، كُلما كان أكثر تميزًا. كذلك، في الجانب العملي فبالرغم من اهتمام رؤساء الأعمال بالمهارات العملية للشخص، إلّا أنهم ينظرون للمستوى العلمي والمعرفي للشخص بعين الاعتبار، وهو ما يدفع الكثير الآن لتحسين مُستقبلهم المهني من خلال الدراسة في الجامعات، والاطلاع بشكل أوسع من خلال القراءة.

فهم أكثر عمقًا

تتعرّض أثناء دراستك لكثير من الموضوعات في شتى المجالات، وقد تكون القراءة في كل المجالات أمر في غاية الصعوبة. لذلك، من المؤكد أنّ هُناك مجالًا تسعى للتخصص فيه والعمل به عند التخرّج من الجامعة في المُستقبل، ولا شك أنّك تحلم أن تتميز في هذا المجال وتُحقق فيه أقصى النجاحات، فلِمَ لا تبدأ للتحضير لذلك من هذه اللحظة، فتسعى للقراءة في مجالك من كُتب مُختلفة أو من خلال مصادر حديثة كالإنترنت. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تحلم بالعمل في مجال الإعلام، فستجد كُتبًا كثيرةً يُمكنك قراءتها تتحدث عن تاريخ الصحافة والتلفزيون، وستجد مصادر عديدة على الإنترنت تذكر دور الإعلام الجديد، وغيرها من الموضوعات التي تؤهلك لتُصبح أكثر جاهزيةً وقدرةً للمُنافسة في هذا المجال، فكُلما أصبح وعيك أكثر سعةً، كلما تفردت بشكل أكثر وضوحًا.

تقليل الضغط وتجنب الإحباط

من المؤكد أنّ متطلبات الحياة وظروفها تجعل الكثير منا يمرّ بلحظات من الإحباط وفقدان الأمل والضغط النفسي، وعندما نمر بهذه الفترات، فإنّنا نبحث عن بعض النشاطات التي تُساعدنا للتقليل من هذا الضغط والتوتر. فعلى سبيل المثال، يُمكننا أن نستمتع ببعض الوقت في مُشاهدة فيلم. كذلك، فالقراءة لها مفعول سحري للتأثير على مزاجك النفسي، خاصةً الكُتب التي تندرج تحت قائمة الروايات والقصص، فكم من رواية تجعلنا نغوص في أحداثها وتأخذنا إلى عالم مليء بالتشويق والإثارة. لذلك، فاحرص أن تجعل القراءة عادة يومية ووسيلة تُساعدك على الهدوء النفسي، وقضاء وقت مُمتع تحصل فيه على قسط من الراحة وقت مُفيد في نفس الوقت.

زيادة الثقة بالنفس

ثقتنا بأنفسنا تنبع من قدرتنا على التمكّن من الشيء الذي نقوم به. لذلك، كُلما قام الطالب بتطوير ذاته وتنمية شخصيته وتقوية الجوانب العقلية والذهنية والمعرفية، كلما أصبح أكثر ثقةً بقُدراته، وبالطبع الثقة بالنفس هي السلاح الذي يُمكننا أن نواجه به أي مصاعب أو عوائق تواجهنا في الحاضر أو المُستقبل. فعلى السبيل المثال: قد يتعرض البعض لموقف يدفعه للدخول في نقاشات لتوضيح وجهة نظر مُعينة، فكُلما كانت لديه المعرفة الكافية والمعلومات الصحيحة من مصادر مُختلفة اطلع عليها أثناء قراءته، كُلما شعر بثقة أكبر أثناء حديثه وكُلما زادت فرص تصديق الآخرين في قُدراته، والاعتماد عليه والاقتناع بآرائِه.
في النهاية، قد يعلم الكثير منا الآثار الإيجابية للقراءة ومزاياها بشكل عام، ثُم يجد صعوبةً في البدء والاستمرار وجعل القراءة عادة يومية. لذلك، إذا كنت من محبي القراءة فاحرص على الاستمرار عليها، فمن المؤكد أنّك تُدرك مفعولها المؤثر على جميع جوانب حياتك، أمّا إذا مازلت تجد صعوبةً في المداومة على القراءة، فاستمر في المحاولة، ولا تيأس فالقراءة تستحق منك مجهودًا أكبر، وهو ما سوف تُدركه عندما تُصبح قارئًا شغوفًا.

شروط التعليق :
■ يجب على التعليق أن يكون ضمن سياق المنشور .
■ يجب على التعليق أن يكون بلا روابط إشهارية .