الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

Mahmoud AL-Jaradat

تعرف على مفاتيح الذاكرة الستة وكيفية استغلالها للمذاكرة


إنّ مشاكل الذاكرة لازالت إلى الآن محور أبحاث الكثير من العلماء وذوي المجال، بحيث أنّ عملية التحول والانتقال من الذاكرة قصيرة المدى لطويلة المدى هي القاعدة الأساس لكل ما ارتبط بالموضوع، حيث أنّ النظر في المشاكل الدراسية يفضي إلى استخلاص أنّ مجملها يرتبط بشكل مباشر بمشكل النسيان، أو عدم الاحتفاظ بالمعلومات لمدة طويلة.
بالإضافة لمنحنى النسيان والذي سبق لنا تناوله في مقالٍ سابق، قدمت إحدى حلقات TEDx ستة مفاتيح أساسية للذاكرة، والتي بإدراكها يمكن للمرء الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة.
المفاتيح باختصار هي:

المفتاح الأول: الأولية

إنّ أول مفتاح للذاكرة هو الأولية، حيث أُثبت علميًا أنّ المرء يتذكر بشكل أساسي بداية الجمل أو الحرف الأول من سلسلة ما أو مقدمة موضوع … لهذا، يجب محاولة تلخيص الدروس أو تقديمها بشكل يجعل أهم محاورها في البداية، فالطالب في البداية يكون في كامل وعيه واستعداده التام للمذاكرة، الشيء الذي يجب استغلاله بشكل إيجابي قبل استنفاذ طاقته وقدرته الاستيعابية.
إنّ الأولية لا تعنى فقط كلمةً أو حرفًا أو رقمًا، بل قد تكون أيضًا فكرةً أو معلومةً كاملةً. لهذا، يكفي أن يعتاد عقلك على التفكير اعتمادًا على هذا النمط لتجد نفسك بشكل غير مباشر تتذكر بدايات الدروس ومقدماتها.

المفتاح الثاني: السرد القصصي

لطالما استطعنا تذكر القصص التي روتها لنا جداتنا ونحن صغار، وإن لم يكن بشكل دقيق فإنّها تبقى عالقةً في الذاكرة نظرًا لبساطة أسلوبها، ولتسلسلها المنطقي الذي استطاع وعينا تقبله.
انطلاقًا من ذلك، يمكن اعتبار السرد القصصي أحد أهم مفاتيح الذاكرة، حيث أنّ تحويل محتويات الدروس إلى قصص يعتبر من أفضل الأساليب التي تضمن الاحتفاظ بالمعلومات لأكبر فترة ممكنة.
أشير هنا إلى أنّك قد تعتقد أنّ الأمر صعبٌ، خصوصًا بالنسبة للمواد العلمية التي يصعب تحويلها لقصة (عكس المواد الأدبية كالتاريخ والفلسفة والأدب)، لكن التعود على فعل ذلك وإن كان بشكل غريب نوعًا ما سيمكّنك من تحويلها بسهولة. أيضًا، الاعتماد على السرد القصصي بالنسبة للمواد العلمية سيساهم بشكل فعال وأساسي في تقريبها من الواقع، والتمكن من اكتشاف استخداماتها وتطبيقها في الحياة اليومية (إن أنت استطعت معرفة “ما الفائدة؟” من الأشياء والعلوم، فقد استوعبت الدرس وأهدافه بشكل كلي).

المفتاح الثالث: الفكاهة

إنّ روح الدعابة والفكاهة من الأساليب التي يمكن استخدامها، والتي أثبتت فاعليتها في عملية التذكر بشكل كبير، فإن كنت لا تستطيع تذكر اسم عالم مثلًا (خصوصًا أصحاب الأسماء الطويلة الغريبة) أو اسم جهاز أو مبرهنة، يكفي أن تقرأه بلحن معين أو بتقسيم غريب. قد تجد الأمر غريبًا ومضحكًا، لكن صدقني ستتذكره يوم الامتحان بنفس اللحن والنغمة!
أيضًا، وبدمج الفكاهة بالسرد القصصي، يمكن أن تحول الدرس لقصة مسلية وإن كانت غريبةً وخياليةً (كأن يعود نيوتون للعالم ليخبرك أثناء تناولكما للتفاح الطازج عن أسرار الجاذبية)، لكن تأكد أنّك ستتذكرها وإن كانت صعبةً، فالعقل البشري لين، يستطيع تذكر الأمور المسلية أكثر من تلك الجادة (أراهن أنّك تتذكر كلمات الأغاني، ولا تتذكر آخر درس حفظته بنفس الكيفية).

المفتاح الرابع: الحواس

إنّ الحواس الخمس تتجاوز استخداماتها لاكتشاف الأشياء الخارجية، فهي الوسيلة المثلى لتحقيق رابطة قوية بين المحيط الخارجي والأفكار الداخلية المخزنة في الذاكرة. لهذا، واعتمادًا على هذا المبدأ، يجب استغلال الحواس الخمس أحسن استغلال بشكل يساهم في استشعار الدرس بأكمله.
هنا، يمكن استخدام الألوان، التصاميم، الرسوم البيانية من أجل النظر، المجسمات والأشكال ثلاثية البعد من أجل اللمس، الموسيقى ونغمات القراءة (كما ذكرنا في النقطة السابقة) من أجل السمع …
الدمج بين مختلف الحواس يساعد بشكلٍ أو بآخر في تقريب الأفكار، وتسهيل عملية حفظها في الذاكرة.

المفتاح الخامس: الربط

إنّ مفهوم الربط في علم التواصل واللسانيات مفهومٌ شامل عميق يمكننا أن نختصره هنا في كون أنّ الربط هو عملية بحث في الذاكرة عن تمثيل يمكننا من فهم المعلومات بشكلٍ يستطيع تقريبها لنظرتنا بشكل سلس وسهل.
مثلًا وبالعودة للصورة أعلاه، تمثيل الرقم 5 في الذاكرة بالنسبة لي هو يدٌ مفتوحة، قد يكون بالنسبة لك خمس تفاحات … الأمر نفسه بالنسبة لمختلف الدروس والمواد الدراسية، يكفي إذًا أن تحاول إيجاد أفكارٍ في الدرس تستطيع تقريبها للأفكار التي تعلمها مسبقًا بطريقة تجعلُ من المواد (مهما كانت مستجدة) مجرد تكملة أساسها وقاعدتها مكتسباتك السابقة.
الأمر ليس بالصعب، فمقرراتنا الدراسية غالبًا ما تعتمد على مبدأ التسلسل، خصوصًا بالنسبة للمواد العلمية (مقرر الرياضيات السنة الحالية مبني على قواعد تم اكتسابها السنة الماضية، وبالتالي فهو قائمٌ على أفكار مخزنة مسبقًا في الذاكرة. يكفي إذًا ربطها بالمعلومات الحالية والمضي في العملية التعلمية).

المفتاح السادس: القرب

الكلمات الأخيرة هي الأخرى تعتبر أهم ما يتذكره العقل البشري، فمفهوم “انتهيت من المذاكرة” مرتبط أساسًا بآخر سطر أو فكرة. لهذا، فحالة الراحة التي تولد عند الطالب عندما يوشك على إتمام مذاكرته تجعل منه لا إراديًا يتذكر آخر الكلمة أو فكرة.
لهذا، استغل هذا الأمر، فالخاتمة غالبًا ما تكون اختصارًا لكل ما سبق قوله، وتذكرها يعتبر بمثابة تذكر لمفتاح الدرس الذي يمكّنك من الولوج إليه بسهولة خلال حصص المراجعة التي تلي المذاكرة.
بعد التعرف على مفاتيح الذاكرة وكيفية استغلالها، ستتمكن من المرور من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى؛ الشيء الذي سيساعدك بشكل أساسي خلال عمليتك التعلمية والدراسية.



شروط التعليق :
■ يجب على التعليق أن يكون ضمن سياق المنشور .
■ يجب على التعليق أن يكون بلا روابط إشهارية .